مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
هذا بحث في طبيعة العلاقة بين علم الدلالة بوصفه حقلا معرفيا مستقلا له مدارسه ومصطلحاته، وبوصفه مبحثا من مباحث العلوم الشرعية من جهة، وعلوم الآلة القديمة التي تعد من مباحث اللغويات العربية، وعلوم الآلة الحديثة كعلم الاجتماع وعلم النفس والترجمة وغيرها من العلوم التي استجدت في مجال المعرفة الإنسانية، من جهة ثانية، والتي هي نتاج لهذه التجربة الطويلة من البحث في ميادين شتى، والتي تعد آلات لفهم النصوص وأدوات لها. والقصد هو بيان نقط التلاقي بينهما وطبيعة الموضوعات التي يشتركان فيها، والتنبيه على ضرورة العناية بضبط علوم الآلة بوصفها الوسيلة الأنجع والمركب الأحسن الذي به يصل كل مشتغل في حقل الدلالة ومؤول للنصوص إلى غايته؛ فلا سبيل إلى دراستها واستخراج لآلئها والكشف عن خباياها، بغير حيازة علوم النقل والعقل والرواية والدراية، القديمة والحديثة. وقد قسمت هذا البحث قسمين، أحدهما نظري خصصته للتعريف بمفردات عنوان البحث، والثاني جعلته في مبحثين الأول لبيان علاقة الدلالة بعلوم الآلة الحديثة منتقيا منها اللسانيات وعلم الاجتماع وعلم النفس، والثاني لبيان علاقة الدلالة بعلوم الآلة القديمة منتقيا منها علوم اللغة العربية والترجمة والمنطق والفلسفة. وقد خلصت في هذه الدراسة إلى أن محاولات الفصل بين العلوم الإنسانية وإحداث القطيعة بينها هي محاولة عبثية، لأن واقع البحث فيها دل على التكامل بينها، بل عد هذا الأخير هو المنطلق الذي يعول عليه في البحث في هذه العلوم؛ إذ يكون الباحث متقنا لبحثه بقدر تبحره في العلوم الإنسانية.