مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
من خلال ما تم عرضه في هذا البحث، يتبين أن علم التفسير القرآني، الذي ظل لقرون طويلة يشكل حجر الزاوية في فهم القرآن الكريم، يحتاج إلى تأسيس جديد يعزز من دقة الاجتهادات ويواكب التطورات العلمية والتكنولوجية، رغم غنى التراث التفسيري وثرائه، إلا أن التفسير ظل يفتقر إلى إطار مؤسسي محكم يمكنه تنظيم التنوع الكبير في المناهج والمقاربات التفسيرية التي ظهرت عبر العصور. التفسير الرقمي الذكي يمثل أفقًا جديدًا لهذا العلم العريق، حيث يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي، في إضفاء الطابع المنهجي والدقيق على تفسيرات القرآن الكريم، هذه التقنيات توفر سرعة ودقة في التعامل مع النصوص القرآنية، مما يفتح المجال لتوسيع دائرة الفهم وإثراء تفسيرات جديدة تتماشى مع روح العصر دون المساس بجوهر النصوص وأصولها. ومن جهة أخرى، تكمن أهمية الضوابط الشرعية والأخلاقية في ضمان عدم انحراف الخوارزميات عن مراد الشارع، إذ يتطلب هذا العلم خصوصية عالية في التعامل مع النصوص المقدسة، إن جمع المنهج التقليدي مع التقنيات الرقمية الحديثة يساهم في بناء نموذج تكاملي، يتسم بالتجديد في أدواته، مع الحفاظ على الثوابت والأصول التي رسخها العلماء عبر العصور، إن مستقبل علم التفسير يكمن في دمج الذكاء الاصطناعي مع الاجتهاد البشري، حيث يشكل هذا التعاون بين الحوسبة والتفكير العميق للعلماء نموذجًا عصريًا يوفر حلولًا علمية دقيقة وسريعة، ويمنع تدفق التفسيرات غير الدقيقة أو المتطفلة، و التي قد تضر بفهم القرآن الكريم، بذلك، يصبح هذا التفسير أكثر دقة، ومرونة، وملاءمة للعصر الحديث، مع ضمان الحفاظ على التراث التفسيري والحفاظ على الإطار الفقهي الشرعي. وبالتالي، فإن تأسيس علم التفسير الرقمي الذكي يفتح آفاقًا واسعة لتحقيق التجديد التفسيري دون المساس بالثوابت، مما يعيد لهذا العلم مكانته كأداة أساسية لفهم القرآن الكريم، ويُبعد عنه التطفل غير المنضبط الذي حاول أن يُغطي على غنى التراث التفسيري.