تجليّات المكان في الرّواية زمن الرّبيع العربيّ الرّواية اللّبنانيّة "حيّ الأميركان"، نموذجًا

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الخاص رقم (١) لمؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي للدعم المالي للمؤلفين العرب: 15 ديسمبر 2025
من المجلة السعودية للدراسات التربوية والنفسية

تجليّات المكان في الرّواية زمن الرّبيع العربيّ الرّواية اللّبنانيّة "حيّ الأميركان"، نموذجًا

د. سلمى عطالله
الملخص

إنّ المكان يساهم في خلق المعنى داخل الرّواية إذ يحوّله الرّوائيّ إلى أداة للتّعبير عن الموقف من العالم. ورواية "حيّ الأميركان" للكاتب اللّبنانيّ "جبّور الدّويهي" هي رواية المكان بامتياز، وذلك من خلال الأفعال الّتي جرت فيه، كما من خلال ما يمتلكه هذا المكان من ميزات، حوّلته إلى أرض خصبة للإرهاب، فحضر التّطرّف فيه وانطلق ونما... ومن هذه الميزات: إطباق الفقر على المكان الّذي كانت له علاقة وثيقة بالعنف وازدهار الحركات الأصوليّة، الّتي كانت تبحث عن هذه الأماكن لأنّها تجد فيها أرضًا خصبة لاختيار الأتباع ولترسيخ التّطرّف في عقولهم. كذلك الإحباط الّذي سيطر على المكان بسبب الحرب والانفجارات وسقوط القتلى وانتشار التّلوّث واختفاء المساحات الخضراء... ما جعل المكان غير قادر على محاكاة تطلّعات ناسه، فالّذين هجروه أو بقوا فيه كانوا مُحبَطين يائسين. وقد كان لإهمال الدّولة والأهل دور في تعزيز هذا التّطرّف، إذ غاب الأهل في معظم الأحيان عن واقع أولادهم وما يواجهونه، ما سهّل على زعماء الجمعيّات الدّينيّة المتطرّفة الانقضاض على هؤلاء الأولاد الشّباب، بعد أن استغلّوا الدّين وحرّفوه لتحقيق مآربهم. كذلك غابت الدّولة عن هذا المكان حاصرةً دورها في القمع والمراقبة والاعتقال بعيدًا عن الاحتضان والحماية والمبادرة والتّخطيط والإصلاح... لقد جعل هذا المكان الذّات تتخبّط في ضياعها، وتغور بعيدًا عن كينونتها، عن أصالتها. لكن، وفي ومضة زمن، وعندما صادف أن وُجدت هذه الذّات بعيدة عن مكانها، تمكّنت من معانقة كينونتها ومن العثور على أصالتها، وإن لفترة وجيزة...

سيتم إضافة المزيد من التفاصيل قريباً

مجلات علمية