مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع وهي الوحدة الأساسية في البناء الاجتماعي، وتتأثر بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع، وتؤثر أيضا في البناء الاجتماعي كله عن طريق ما تورثه للأبناء من صفات حيوية أو وراثية، من خلال الخبرات الأسرية والتراث الثقافي للآباء والأمهات، وهي ذات تنظيم داخلي خاص، إنها وحدة في التنظيم العام للمجتمع. ومن خلال هذه الدراسة أهتم الباحثان بدراسة بعض مظاهر التنظيم الداخلي للأسرة، من العلاقات التي تتميز بها، والعمليات التي تجرى فيها، ولا يمكن فهمها إلا إذا عُدَتْ انعكاسا لموقف الأسرة كجزء متفاعل في المجتمع. بناءً عليه تهدف هذه الدراسة إلى معرفة أهمية الوضع الاقتصادي للأسرة، وعلاقته بتزايد معدلات الجريمة في المجتمع وتنوعها، وتأثير ذلك على الأسرة وسلوكياتها، وتسليط الضوء على المفاهيم المتعلقة بالأسرة ووضعها الاقتصادي، وأهم محدداته، وأساليب التنشئة السليمة لأبنائها والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى طبيعة السلوك الاجرامي وأنواعه وأسبابه. ويتمحور السؤال البحثي للدراسة حول الموضوع فيما يلي: هل يؤثر الوضع الاقتصادي للأسرة في تزايد معدلات الجريمة في المجتمع الليبي؟ حيث استعان الباحتان بالمنهج الوصفي التحليلي الذي يُعَدْ أحد أشكال التحليل والتفسير العلمي المنظم؛ لوصف ظاهرة أو مشكلة محددة عن طريق جمع البيانات والمعلومات، بالإضافة لمنهج دراسة الحالة في تحليل حالات الدراسة ، كما استخدم الباحثان في جمع البيانات حول الحالات الممثلة لمجتمع الدراسة دليل المقابلة لعينة مكونة من 5 اسر متواجدة في مدينة سبها ، وخلاصة ما توصلت إليه الدراسة أن تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة ضرورة حتمية؛ لحماية أفرادها من السلوك الاجرامي وتحقيق الأمن الاقتصادي لها في الوقت الراهن، وبناء على هذه النتائج توصل الباحثان إلى بعض التوصيات التي يمكن أن تساعد في القضاء على الجريمة، وتحقيق الأمن الاقتصادي للأسرة ، وحمايتها من الانحرافات السلوكية.