مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
يهدف بحثنا إلى إماطة اللثام عن الهجرة البيئيّة بوصفها إحدى أهمّ المخاطر التي تُحدثها التّغيّرات المناخيّة، وتوصيف الحياة اليوميّة للمهاجرين الذين وجدوا أنفسهم أمام خيار الهجرة سواء بصفة طوعيّة/اختياريّة أو قسريّة، والبحث في المعنى الذي يُعطيه هؤلاء ليوميّهم الجديد. وتشرح الدّراسة نوعين من الهجرة المناخيّة: هجرة خارجيّة ضمن فضاء تفاعلي بين الدّولة المُغادَرَة ونظيرتها المُستقبِلة، كما في مثال "تيتيوتا" من كيريباس إلى نيوزيلاندا، وهجرة داخليّة ضمن سياق الدّولة الواحدة، كما في مثال متضرّري درنة بليبيا النّازحين من مدينتهم إلى مدن أخرى بفعل الفيضان. خلُصت الدّراسة، بالاستناد إلى تقنيّتيْ المقابلة المفتوحة وتحليل المضمون، إلى نتيجتين مركزيّتين: أولاهما أنّ هؤلاء المهاجرين البيئيّين مثّلوا ضحايا في عديد المرّات: ضحايا الفوضى المناخيّة التي أفقدتهم يوميّا مستقرّا على أرضيّة من السّلام، وضحايا لامبالاة فاعلين محلّيّين وعالميّين لم يلتزموا بإعادة بناء هذه الفوضى واستعادة التّوازن، وضحايا لقوى عالميّة غير متكافئة تحكّمت في مصائرهم ومصائر البلدان النّامية الأكثر تضرّرا من التّغيّرات المناخيّة. وثانيتهما أنّ الدّول المتقدّمة لم تتمظهر بأخلاق الرعاية. ولم تنشغل بقيم حماية الإنسانيّة من مخاطر التغيّرات المناخيّة، ولم تتّخذ إجراءات جريئة للتمكين من التكيّف مع التغيّرات المناخيّة قصد توفير العدالة المناخيّة وتفعيل الحق في بيئة سليمة كما أقرّه مجلس حقوق الإنسان.